[center]إنني لا أحمل حقدا لأحد، ولا أفكر في إيذاء أحد، لكنني حينما أرى الظلم يتزايد في هذا العالم أسلي نفسي بالتفكير في الجحيم الذي ينتظر هؤلاء الظالمين" إنها مقولة "جان جاك روسو" ذكرتني بقول الله تعالى "إن الظالمين لهم عذاب أليم" "إبراهيم 22" وبقوله الحق العدل "إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا" "الكهف 29". مما يدفع إلى الحزن العميق لدى المتقين "ظلم يرتكب بحق شخص واحد هو خطر على الجميع" وقد قال لشتنبرغ "من يبحث عن الظلم لا يحتاج إلى مصباح" وقال شامغور "هناك أمران ينبغي أن يتحسنا وإلا كانت الحياة لا تطاق: إهانات الزمان، ومظالم البشر" لم يسكت الشعر ويلتزم الصمت عن الظلم فهذا أبو العتاهية يجاهر بصوته:
"أما والله إن الظلم لــؤم
ومازال المسيء هو الظلوم
إلى ديان يوم الدين نمضي
وعند الله تجتمع الخصـوم".
قال الإمام علي رضي الله عنه "من ظلم عباد الله، كان الله خصمه دون عباده". قال صلى الله عليه وسلم "قال الله تعالى: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته محرما بينكم، فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال، إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع، إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار، إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي، إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم، أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه".
إذا كان الله تعالى حرم على نفسه الظلم، وتوعد بعقاب الظالمين عقابا شديدا "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار" "إبراهيم 42" وفي حديث قدسي يقول تعالى "لأنتقمن من الظالم في عاجله وآجله، ولأنتقمن ممن رأى مظلوما فقدر أن ينصره فلم ينصره" فماذا بعد كل هذا التوضيح والبيان؟
الظلم وضع الشيء في غير موضعه، وأصل الظلم الجور ومجاوزة الحد، والظلمة هم المانعون أهل الحقوق حقوقهم، فقد قيل: "الظلم أدعى شيء إلى تغيير نعمة وتعجيل نقمة" قال أرسطو "الظلم من طبع النفوس، إنما يصدها عن ذلك إحدى علتين: دينية، أو سياسية".
وينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله "من يمشي مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم، خرج من الإسلام" كما ينسب إليه عليه الصلاة والسلام "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يده أوشك أن يعمهم الله تعالى بعقاب" يقول حافظ إبراهيم:
"لقد كان فينا الظلم فوضى فهذبت
حواشيه حتى بات ظلـما منظــما".
كتب عمر بن عبد العزيز إلى أحد عماله قائلا "إذا دعتك قدرتك لظلم الناس، فتذكر قدرة الله عليك" وقال علي بن أبي طالب "كن للظالم خصما، وللمظلوم عونا" وقال عليه الصلاة والسلام "اتقوا دعوة المظلوم، وإن كان كافرا، فإنها ليست دونها حجاب".
إذن "الظلم مرتعه وخيم" والمرتع هو المكان الذي تطلق فيه الدواب للرعي، فإذا كان ذا عشب صالح للرعي فهو مرتع طيب، وإلا فهو ضار يؤذي الدواب وينفرها.
"من أعان ظالما سلطه الله عليه"، ليت المصاب بداء الظلم يطلع على هذه الحكمة من التراث، لعلها تهديه "لو آمن الظالم أن للمظلوم ربا يدافع عنه لما ظلمه، فلا يظلم الظالم إلا وهو منكر لربه" ويقتدي بموقف كسرى أنو شروان يروى أنه لما هم ببناء إيوانه أراد عماله أن يغتصبوا قطعة أرض من أصحابها ليكون الإيوان مربعا، فرفض كسرى وقال "لأن يقال إن إيواني معوج خير من أن يقال إن كسرى ظالم".
ولهذا أيها الإنسان "ادفع الأذى بالعفو، والعدوان بالإحسان" وقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه "شر الناس من لا يبالي أن يراه الناس مسيئا". شتم رجل ذات يوم الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري رضي الله عنه فقال أبو ذر لشاتمه "لا تغرق في شتمنا، ودع للصلح موضعا، فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا، بأكثر من أن نطيع الله فيه".
لقد وصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الإنسان الذي كملت مروءته وظهرت عدالته بقوله "من عامل الناس، فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، فهو ممن كملت مروءته وظهرت عدالته، ووجبت أخوته" وعلى الظالمين أن يعلموا علم اليقين "ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع" "غافر 18" فالحميم هو القريب المشفق. وكذلك "ما للظالمين من نصير" "الحج 71".
ولهذا ينصح رسول الله صلى الله عليه وسلم ويوصي "من كانت عنده مظلمة لأخيه، من عرضه أو من شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه". "ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم للظالمين" "يونس 60" "الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين" "المؤمنون 28".
--------------------------------------------------------------------------------
"أما والله إن الظلم لــؤم
ومازال المسيء هو الظلوم
إلى ديان يوم الدين نمضي
وعند الله تجتمع الخصـوم".
قال الإمام علي رضي الله عنه "من ظلم عباد الله، كان الله خصمه دون عباده". قال صلى الله عليه وسلم "قال الله تعالى: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته محرما بينكم، فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال، إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع، إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار، إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي، إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم، أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه".
إذا كان الله تعالى حرم على نفسه الظلم، وتوعد بعقاب الظالمين عقابا شديدا "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار" "إبراهيم 42" وفي حديث قدسي يقول تعالى "لأنتقمن من الظالم في عاجله وآجله، ولأنتقمن ممن رأى مظلوما فقدر أن ينصره فلم ينصره" فماذا بعد كل هذا التوضيح والبيان؟
الظلم وضع الشيء في غير موضعه، وأصل الظلم الجور ومجاوزة الحد، والظلمة هم المانعون أهل الحقوق حقوقهم، فقد قيل: "الظلم أدعى شيء إلى تغيير نعمة وتعجيل نقمة" قال أرسطو "الظلم من طبع النفوس، إنما يصدها عن ذلك إحدى علتين: دينية، أو سياسية".
وينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله "من يمشي مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم، خرج من الإسلام" كما ينسب إليه عليه الصلاة والسلام "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يده أوشك أن يعمهم الله تعالى بعقاب" يقول حافظ إبراهيم:
"لقد كان فينا الظلم فوضى فهذبت
حواشيه حتى بات ظلـما منظــما".
كتب عمر بن عبد العزيز إلى أحد عماله قائلا "إذا دعتك قدرتك لظلم الناس، فتذكر قدرة الله عليك" وقال علي بن أبي طالب "كن للظالم خصما، وللمظلوم عونا" وقال عليه الصلاة والسلام "اتقوا دعوة المظلوم، وإن كان كافرا، فإنها ليست دونها حجاب".
إذن "الظلم مرتعه وخيم" والمرتع هو المكان الذي تطلق فيه الدواب للرعي، فإذا كان ذا عشب صالح للرعي فهو مرتع طيب، وإلا فهو ضار يؤذي الدواب وينفرها.
"من أعان ظالما سلطه الله عليه"، ليت المصاب بداء الظلم يطلع على هذه الحكمة من التراث، لعلها تهديه "لو آمن الظالم أن للمظلوم ربا يدافع عنه لما ظلمه، فلا يظلم الظالم إلا وهو منكر لربه" ويقتدي بموقف كسرى أنو شروان يروى أنه لما هم ببناء إيوانه أراد عماله أن يغتصبوا قطعة أرض من أصحابها ليكون الإيوان مربعا، فرفض كسرى وقال "لأن يقال إن إيواني معوج خير من أن يقال إن كسرى ظالم".
ولهذا أيها الإنسان "ادفع الأذى بالعفو، والعدوان بالإحسان" وقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه "شر الناس من لا يبالي أن يراه الناس مسيئا". شتم رجل ذات يوم الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري رضي الله عنه فقال أبو ذر لشاتمه "لا تغرق في شتمنا، ودع للصلح موضعا، فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا، بأكثر من أن نطيع الله فيه".
لقد وصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الإنسان الذي كملت مروءته وظهرت عدالته بقوله "من عامل الناس، فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، فهو ممن كملت مروءته وظهرت عدالته، ووجبت أخوته" وعلى الظالمين أن يعلموا علم اليقين "ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع" "غافر 18" فالحميم هو القريب المشفق. وكذلك "ما للظالمين من نصير" "الحج 71".
ولهذا ينصح رسول الله صلى الله عليه وسلم ويوصي "من كانت عنده مظلمة لأخيه، من عرضه أو من شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه". "ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم للظالمين" "يونس 60" "الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين" "المؤمنون 28".
--------------------------------------------------------------------------------