عندما يتحول الطرح الإعلامي المتعلق بقضايا المرأة في المجتمع السعودي إلى طرح يستفز مشاعر المجتمع في أغلى ما يملك من مبادئ وقيم على المستوى الديني والثقافي، ويستهين بها بطريقة أو بأخرى ، ويتعدى عليها ويخالفها لأبسط الأمور ، فذلك يدل بوضوح على وجود خللٍ ما في مهنية الطرح ووطنيته ، وعندئذٍ يتحول الطرح الإعلامي إلى طرح استفزازي وتصادمي ، يثير ردود الأفعال والمشاعر السلبية ، ويعرقل المسيرة الفعلية للتطوير والإصلاح المجتمعي ، ويثير الشكوك والتساؤلات المشروعة حول المقاصد الحقيقي لكثيرٍ من الجهود والمطالبات التي ترفع شعار إصلاح أوضاع المرأة السعودية ، وتشكك في سلامة ومشروعية مآلاتها المستقبلية .
أقول هذا الكلام وأنا أتابع خبراً مختصراً في كلماته ومضمونه ، ولكنه صارخ واستفزازي في موضوعه والصور المنشورة معه ، فقد نشرت صحيفة الوطن في عددها 3157 والصادر في 27/5/1430هـ خبراً تحت عنوان " حلم كينجز يونايتد يتحول إلى دورة نسائية لـ 3 فرق " ونشرت مع الخبر صورتين لمجموعة من اللاعبات السعودية في فريق كرة قدم نسائي بمدينة جدة- كما يقول الخبر – وهن يمارسن تدريبات رياضية بلبسهن الرياضي (البنطلون والبدلة ) ، وكانت الصور بصراحة صارخة وصادمة لمجتمع محافظ كالمجتمع السعودي ، مع العلم أن هذه التغطية قد تكررت عن نفس الفريق بالطريقة نفسها في وقت سابق .
وقد تواردت على خاطري أثناء قراءة هذا الخبر والتأمل في مضمونه تساؤلات متعددة حول السبب وراء سلوك صحيفة الوطن لهذا الأسلوب الاستفزازي في تعاملاتها مع القضايا الاجتماعية الحساسة ذات البعد الديني لاسيما ما يتعلق منها بالمرأة ؟؟....ولماذا تُصادم الصحيفة بشكل صارخ مشاعر المجتمع وقيمه ومبادئه ؟؟...ولمصلحة من هذا الاستفزاز ؟؟ ومن المستفيد منه؟؟..ولماذا تُكثر من استثارة مشاعر المتدينين والمحافظين على وجه الخصوص ؟؟ ..فتظهر في طرحها الإعلامي وكأنها تتحدي ثقافة المجتمع وإرادته ، وتحاول أن تفرض عليه أجندتها الفكرية الخاصة بالقوة ؟؟ ..
وهل صارت قيمنا وأخلاقنا رخيصة وهينة عند صحيفة الوطن لدرجة أن تقدم عليها المكاسب المادية ..ففي سبيل زيادة نسب المبيعات لا مانع من استعمال مزيد من الإثارة والاستفزاز ولو بما يخالف هوية المجتمع وقيمه ؟؟
وهل ذلك ينم عن استغلالية من بعض مسئولي الصحيفة للمساحات المتاحة لهم في صحيفتهم لترويج ونشر قناعاتهم ورؤاهم الخاصة وتطبيع المجتمع عليها ؟؟ ..أم هو استغلال من بعض الصحفيين لصلاحياتهم لتمرير بعض الأفكار الخارجة على منظومة المجتمع القيمية في ظل غياب أو تقصير من إدارة الصحيفة ؟؟...
ولماذا لا تحترم صحيفة الوطن مشاعرنا كمسلمين أولاً وكمواطنين ثانياً في مجتمع محافظ يحرص على يعيش وفق أحكام دينه وأنظمة بلاده ؟؟..
أليست الأعراف والأنظمة الإعلامية توجب على وسائل الإعلام احترام مبادئ مجتمعاتهم وتمنع الخروج عليها ؟؟..
أسئلة حائرة جالت في خاطري أثناء قراءتي للخبر وتأملي في الطرح الإعلامي لصحيفة الوطن .... لعل أحداً من مسئولي صحيفة الوطن يجود علينا بإجابات شافية عليها..
إن مما أخشاه أن تتصور إدارة الوطن أن الأساليب الاستفزازية في الطرح الإعلامي يمكنها أن تخفف مثلاً من مظاهر التشدد الاجتماعي ، وتضعفها ، أو أنها ستسهم في تطبيع أفراد المجتمع على أفكار ورؤى مخالفة يُريد البعض آثماً الترويج لها ونشرها في المجتمع ، أو أن ذلك الاستفزاز سيحرج من يتبنى تلك الأفكار الموصوفة بالتشدد أو يفت في عضدهم ، وهذا في نظري اعتقاد خاطئ ، بل إن هذا الاستفزاز سيسهم في زيادة حالات الاحتقان ، والاحتراب الفكري الداخلي ، وسيذكي مظاهر التشدد في المجتمع ، ويضاعف من الحدة في تبني الآراء والمواقف ، وسيؤدي إلى المبالغة في التمسك بالمواقف السابقة ، والتخوف من مستقل كثير من المطالبات التي قد تكون مشروعة في أصلها ولكن التحفظ على طريقة التطبيق ووقته والهدف منها ، وهذه النتيجة لا تخدم الوطن بأي حالٍ من الأحوال بغض النظر عن آرائنا واتجاهاتنا الفكرية لاسيما ونحن نمر خلال هذه السنوات المفصلية بمرحلة حراك تطويري شامل ، نرجو أن تعود على الوطن بالخير والفائدة ، وفي ظل هذه الظروف يحتاج الوطن عادة من عقلائه وأصحاب القلم وذوي الرأي فيه أن يُطمئنوا المجتمع على هويته وأخلاقه ، وأنه لا خوف عليها ، وأنها ثابت من ثوابت الوطن ، تُكيف معها جميع مظاهر التمدن وجهود التطوير ، كما أن عليهم أن يرسخوا معاني الاستقرار والهدوء النفسي بين أفراد المجتمع ليكون تفاعلهم مع هذا الحراك التطويري تفاعلاً ايجابياً ومدروساً ، وذلك لا يكون إلا من خلال الواقع الفعلي الذي يثبت للجميع احترام القائمين على التطوير والمسوقين له لقيم المجتمع وسعيهم لترسيخ هويته والمحافظة عليها في خضم عمليات التطوير والإصلاح .
أما عندما يكون واقع بعض وسائل الإعلام التي تنادي بالإصلاح والتطوير على خلاف ذلك فلا غرابة وكردة فعل طبيعية مبررة لتلك الاستفزازات الإعلامية الخارجة عن أحكام الشرع وثقافة المجتمع وأنظمته أن يتحفظ المجتمع أو بعض أفراده على الطرح المطالب بإنشاء النوادي النسائية مثلاً طالما أن الطيف الفكري المطالب بها والمتفاعل معها لا يحترم كثيراً الأحكام الشرعية أو أنظمة البلد أو مشاعر شرائح المجتمع المختلفة وقيمهم ، بل إني أرى ذلك حق من حقوق أولئك المتحفظين...
كما أن من حق المتحفظين في ظل هذه الأطروحات الإعلامية الاستفزازية والتصادمية أن يخشوا على أعراض نسائهن وأخلاقهن ، ويتخوفوا من الصورة المستقبلية للنوادي النسائية والتي ينبؤنا عنها هذا الخبر وغيره من الأخبار المتعلقة بالفرق الرياضة النسائية باعتبارها تكشف عن جزءٍ من الصورة المطلوبة أو التطلع المراد تحقيقه ..ولا تلومنا الوطن أو غيرها من وسائل الإعلام على سوء الظن طالما أنها هي من تسبب فيه ..فالناس لا تنظر كثيراً إلا الشعارات الدعائية التي ترفعها هذه الصحيفة أو تلك ..أو هذا الطيف الفكري أو ذاك بقدر ما ينظرون إلى التطبيقات الواقعية ودلالاتها .
فعندما تنشر صحيفة الوطن صوراً صارخة للفريق النسائي مع مخالفتها الشرعية الواضحة ثم تريد أن تقنعنا أو تمرر علينا أن التدريب يتم خلف جدران مغلقة وبعيداً عن الأعين !!..ولكن الواقع يقول أين هي تلك الجدران المغلقة ؟؟.. وصور اللاعبات ظهرت على صفحات الوطن بلباس التدريب وفي صفحتها الأولى!! ..فإما أن الصور التقطت بدون إذن هؤلاء النسوة وهذه جريمة ، وإما أن تكون بإذنهم ..فأين الأجواء المغلقة الذي يدعيها مراسل الصحيفة؟؟ ..ومن يضمن لنا أن لا يتم التعامل بنفس الطريقة أو أكثر مع غير هذا الفريق النسائي ؟؟..فتظهر صور نسائنا في أوضاع لا يجوز شرعاً ولا عرفاً ولا نظاماً أن تظهر ..ولكنها في النهاية ظهرت!!
فهل يُلام بعض عقلاء المجتمع عندما يخشون من أن النموذج الذي تُطالب به الصحيفة لنوادي الرياضة النسائية سيكون عاجلاً أو آجلاً بموصفات فريق " كينجز يونايتد " ..طالما أن الصحيفة احتفت بهذا الفريق ، واهتمت بأخباره ، وأبرزتها للمجتمع لدرجة أنها جعلت الخبر وجميع صوره في الصفحة الأولى للصحيفة ..
وأنا هنا لا أتحدث عن قناعتي في موضوع إنشاء النوادي النسائية فإن لي في الموضوع قناعة أخرى ..ولكني أود أن أؤكد أن الصوت المتحفظ والرفض لهذا الموضوع له مبرراته المنطقية في الممانعة والتخوف من مآلات الأمور والذي نتج لعدة عوامل منها تلك الأطروحات الاستفزازية وأمثالها التي تطرحها الوطن وغيرها من وسائل الاعلام ، مع تحفظي على حدة بعض الأصوات المتحفظة في رفض الموضوع جملة وتفصيلاً والتي أرى أنها في غير مكانها ولا تتناسب مع حجم الموضوع ونوعية .
ما أحب أن أقترحه في ختام هذه المقالة على صحيفة الوطن وغيرها بدلاً من هذه الاستفزازات المتكررة أن تقوم بإجراء نقاشات شرعية وفكرية لهذا الموضوع أو غيره من الموضوعات التي يثور حولها الجدل في الساحة الثقافية والفكرية المحلية طالما أن القضية ليست محسومة شرعاً وتقبل الاجتهاد وليكن ذلك في جو من الحوار الهادئ الذي يعطي الفرصة كاملة لكل طرف بأن يبدي وجهة نظره ومسوغاتها بعيداً عن لغة الاستعداء والتجريح واستفزاز المشاعر ، مع التقييد بالثوابت الشرعية والوطنية ، وأن يتحدث كل شخصٍ فيما يتقنه ، ويراعي أولويات المرحلة ، وأن يكون هناك سعي جاد للوصول إلى حلول مشتركة أو على الأقل تحديد القدر المشترك الذي يتفق عليه الجميع ...لتكون بالفعل الوطن أكثر وطنية ..
أقول هذا الكلام وأنا أتابع خبراً مختصراً في كلماته ومضمونه ، ولكنه صارخ واستفزازي في موضوعه والصور المنشورة معه ، فقد نشرت صحيفة الوطن في عددها 3157 والصادر في 27/5/1430هـ خبراً تحت عنوان " حلم كينجز يونايتد يتحول إلى دورة نسائية لـ 3 فرق " ونشرت مع الخبر صورتين لمجموعة من اللاعبات السعودية في فريق كرة قدم نسائي بمدينة جدة- كما يقول الخبر – وهن يمارسن تدريبات رياضية بلبسهن الرياضي (البنطلون والبدلة ) ، وكانت الصور بصراحة صارخة وصادمة لمجتمع محافظ كالمجتمع السعودي ، مع العلم أن هذه التغطية قد تكررت عن نفس الفريق بالطريقة نفسها في وقت سابق .
وقد تواردت على خاطري أثناء قراءة هذا الخبر والتأمل في مضمونه تساؤلات متعددة حول السبب وراء سلوك صحيفة الوطن لهذا الأسلوب الاستفزازي في تعاملاتها مع القضايا الاجتماعية الحساسة ذات البعد الديني لاسيما ما يتعلق منها بالمرأة ؟؟....ولماذا تُصادم الصحيفة بشكل صارخ مشاعر المجتمع وقيمه ومبادئه ؟؟...ولمصلحة من هذا الاستفزاز ؟؟ ومن المستفيد منه؟؟..ولماذا تُكثر من استثارة مشاعر المتدينين والمحافظين على وجه الخصوص ؟؟ ..فتظهر في طرحها الإعلامي وكأنها تتحدي ثقافة المجتمع وإرادته ، وتحاول أن تفرض عليه أجندتها الفكرية الخاصة بالقوة ؟؟ ..
وهل صارت قيمنا وأخلاقنا رخيصة وهينة عند صحيفة الوطن لدرجة أن تقدم عليها المكاسب المادية ..ففي سبيل زيادة نسب المبيعات لا مانع من استعمال مزيد من الإثارة والاستفزاز ولو بما يخالف هوية المجتمع وقيمه ؟؟
وهل ذلك ينم عن استغلالية من بعض مسئولي الصحيفة للمساحات المتاحة لهم في صحيفتهم لترويج ونشر قناعاتهم ورؤاهم الخاصة وتطبيع المجتمع عليها ؟؟ ..أم هو استغلال من بعض الصحفيين لصلاحياتهم لتمرير بعض الأفكار الخارجة على منظومة المجتمع القيمية في ظل غياب أو تقصير من إدارة الصحيفة ؟؟...
ولماذا لا تحترم صحيفة الوطن مشاعرنا كمسلمين أولاً وكمواطنين ثانياً في مجتمع محافظ يحرص على يعيش وفق أحكام دينه وأنظمة بلاده ؟؟..
أليست الأعراف والأنظمة الإعلامية توجب على وسائل الإعلام احترام مبادئ مجتمعاتهم وتمنع الخروج عليها ؟؟..
أسئلة حائرة جالت في خاطري أثناء قراءتي للخبر وتأملي في الطرح الإعلامي لصحيفة الوطن .... لعل أحداً من مسئولي صحيفة الوطن يجود علينا بإجابات شافية عليها..
إن مما أخشاه أن تتصور إدارة الوطن أن الأساليب الاستفزازية في الطرح الإعلامي يمكنها أن تخفف مثلاً من مظاهر التشدد الاجتماعي ، وتضعفها ، أو أنها ستسهم في تطبيع أفراد المجتمع على أفكار ورؤى مخالفة يُريد البعض آثماً الترويج لها ونشرها في المجتمع ، أو أن ذلك الاستفزاز سيحرج من يتبنى تلك الأفكار الموصوفة بالتشدد أو يفت في عضدهم ، وهذا في نظري اعتقاد خاطئ ، بل إن هذا الاستفزاز سيسهم في زيادة حالات الاحتقان ، والاحتراب الفكري الداخلي ، وسيذكي مظاهر التشدد في المجتمع ، ويضاعف من الحدة في تبني الآراء والمواقف ، وسيؤدي إلى المبالغة في التمسك بالمواقف السابقة ، والتخوف من مستقل كثير من المطالبات التي قد تكون مشروعة في أصلها ولكن التحفظ على طريقة التطبيق ووقته والهدف منها ، وهذه النتيجة لا تخدم الوطن بأي حالٍ من الأحوال بغض النظر عن آرائنا واتجاهاتنا الفكرية لاسيما ونحن نمر خلال هذه السنوات المفصلية بمرحلة حراك تطويري شامل ، نرجو أن تعود على الوطن بالخير والفائدة ، وفي ظل هذه الظروف يحتاج الوطن عادة من عقلائه وأصحاب القلم وذوي الرأي فيه أن يُطمئنوا المجتمع على هويته وأخلاقه ، وأنه لا خوف عليها ، وأنها ثابت من ثوابت الوطن ، تُكيف معها جميع مظاهر التمدن وجهود التطوير ، كما أن عليهم أن يرسخوا معاني الاستقرار والهدوء النفسي بين أفراد المجتمع ليكون تفاعلهم مع هذا الحراك التطويري تفاعلاً ايجابياً ومدروساً ، وذلك لا يكون إلا من خلال الواقع الفعلي الذي يثبت للجميع احترام القائمين على التطوير والمسوقين له لقيم المجتمع وسعيهم لترسيخ هويته والمحافظة عليها في خضم عمليات التطوير والإصلاح .
أما عندما يكون واقع بعض وسائل الإعلام التي تنادي بالإصلاح والتطوير على خلاف ذلك فلا غرابة وكردة فعل طبيعية مبررة لتلك الاستفزازات الإعلامية الخارجة عن أحكام الشرع وثقافة المجتمع وأنظمته أن يتحفظ المجتمع أو بعض أفراده على الطرح المطالب بإنشاء النوادي النسائية مثلاً طالما أن الطيف الفكري المطالب بها والمتفاعل معها لا يحترم كثيراً الأحكام الشرعية أو أنظمة البلد أو مشاعر شرائح المجتمع المختلفة وقيمهم ، بل إني أرى ذلك حق من حقوق أولئك المتحفظين...
كما أن من حق المتحفظين في ظل هذه الأطروحات الإعلامية الاستفزازية والتصادمية أن يخشوا على أعراض نسائهن وأخلاقهن ، ويتخوفوا من الصورة المستقبلية للنوادي النسائية والتي ينبؤنا عنها هذا الخبر وغيره من الأخبار المتعلقة بالفرق الرياضة النسائية باعتبارها تكشف عن جزءٍ من الصورة المطلوبة أو التطلع المراد تحقيقه ..ولا تلومنا الوطن أو غيرها من وسائل الإعلام على سوء الظن طالما أنها هي من تسبب فيه ..فالناس لا تنظر كثيراً إلا الشعارات الدعائية التي ترفعها هذه الصحيفة أو تلك ..أو هذا الطيف الفكري أو ذاك بقدر ما ينظرون إلى التطبيقات الواقعية ودلالاتها .
فعندما تنشر صحيفة الوطن صوراً صارخة للفريق النسائي مع مخالفتها الشرعية الواضحة ثم تريد أن تقنعنا أو تمرر علينا أن التدريب يتم خلف جدران مغلقة وبعيداً عن الأعين !!..ولكن الواقع يقول أين هي تلك الجدران المغلقة ؟؟.. وصور اللاعبات ظهرت على صفحات الوطن بلباس التدريب وفي صفحتها الأولى!! ..فإما أن الصور التقطت بدون إذن هؤلاء النسوة وهذه جريمة ، وإما أن تكون بإذنهم ..فأين الأجواء المغلقة الذي يدعيها مراسل الصحيفة؟؟ ..ومن يضمن لنا أن لا يتم التعامل بنفس الطريقة أو أكثر مع غير هذا الفريق النسائي ؟؟..فتظهر صور نسائنا في أوضاع لا يجوز شرعاً ولا عرفاً ولا نظاماً أن تظهر ..ولكنها في النهاية ظهرت!!
فهل يُلام بعض عقلاء المجتمع عندما يخشون من أن النموذج الذي تُطالب به الصحيفة لنوادي الرياضة النسائية سيكون عاجلاً أو آجلاً بموصفات فريق " كينجز يونايتد " ..طالما أن الصحيفة احتفت بهذا الفريق ، واهتمت بأخباره ، وأبرزتها للمجتمع لدرجة أنها جعلت الخبر وجميع صوره في الصفحة الأولى للصحيفة ..
وأنا هنا لا أتحدث عن قناعتي في موضوع إنشاء النوادي النسائية فإن لي في الموضوع قناعة أخرى ..ولكني أود أن أؤكد أن الصوت المتحفظ والرفض لهذا الموضوع له مبرراته المنطقية في الممانعة والتخوف من مآلات الأمور والذي نتج لعدة عوامل منها تلك الأطروحات الاستفزازية وأمثالها التي تطرحها الوطن وغيرها من وسائل الاعلام ، مع تحفظي على حدة بعض الأصوات المتحفظة في رفض الموضوع جملة وتفصيلاً والتي أرى أنها في غير مكانها ولا تتناسب مع حجم الموضوع ونوعية .
ما أحب أن أقترحه في ختام هذه المقالة على صحيفة الوطن وغيرها بدلاً من هذه الاستفزازات المتكررة أن تقوم بإجراء نقاشات شرعية وفكرية لهذا الموضوع أو غيره من الموضوعات التي يثور حولها الجدل في الساحة الثقافية والفكرية المحلية طالما أن القضية ليست محسومة شرعاً وتقبل الاجتهاد وليكن ذلك في جو من الحوار الهادئ الذي يعطي الفرصة كاملة لكل طرف بأن يبدي وجهة نظره ومسوغاتها بعيداً عن لغة الاستعداء والتجريح واستفزاز المشاعر ، مع التقييد بالثوابت الشرعية والوطنية ، وأن يتحدث كل شخصٍ فيما يتقنه ، ويراعي أولويات المرحلة ، وأن يكون هناك سعي جاد للوصول إلى حلول مشتركة أو على الأقل تحديد القدر المشترك الذي يتفق عليه الجميع ...لتكون بالفعل الوطن أكثر وطنية ..